قالوا في مناجاة علي

كلمة الأديب جورج جرداق
في مثل هذه المناسبة مجال واسع لكلام كثير. غير أني سأوجز، ففي الإيجاز ما ليس في الإسهاب من خفّة الوطأة على القارىء أو السامع.
عظماء الخلق الحقيقيّون هم عظماء كل زمان ومكان. وهم شرف للإنسانيّة كلّها، لا يستطيع احتكارهم أحد من هنا أو هناك، لأنهم كالضياء الذي ينتشر على الجميع.
ولأن الإنسانيّة في النتيجة واحدة، ولأن التفريق بين قوم وقوم، أو بين طائفة من البشر وطائفة، هو عمل هامشي لا جوهري، وآني وطارىء على الحقيقة وعلى الخصائص الإنسانيّة بأصولها ومجاريها وغاياتها، فإن سيرة كل عظيم في الفكر والخلق والمسلك، أياً كان زمانه ومكانه، وأياً كان قومه، ومهما حاول هؤلاء أو هؤلاء احتكاره، هي ملكي وملكك وملك الناس، كل الناس، البيض والسود والصفر والمجاورين لك والغائبين عنك وراء البحار السبعة.
وفي طليعة عظماء الفكر والخلق والسيرة، منائر الأزمنة، هداة الناس جميعاً: الإمام الأعظم علي بن أبي طالب.
وإذا كان الجمال السامي لا يستشفّه فيراه ويهواه إلاّ صاحب النظر الصائب، والمخيّلة الكاشفة، والروح الصافي، والذوق الرفيع.
وإذا كانت القيم الكبرى لا يدرك معانيها فينتشي بعبقها ويحيا لها وفيها إلاّ من أودعه اللـه القدرة على الإتحاد بجوهر الأحياء والأشياء على السواء.
وإذا كان أصحاب الجمال السامي، والقيم الكبرى، لا يستظلّهم ويدفأ بوجودهم، فيطمئن من خلالهم إلى خير الوجود ونعمة الحياة الواحدة والعدالة المنبثقة من قوة الكون المركزيّة التي هي اللـه، إلاّ الطيّبون الخيّرون المهيّئون فطرياً لأن يكونوا رسلاً للإخاء والمحبّة والرحمة، لا بالأحياء وحدهم بل بأشياء الوجود الصامتة كذلك.
إذا كان الأمر على هذه الصورة، فلا بدّ من أن يكون شربل بعيني من أصحاب النظر الصائب، والمخيّلة الكاشفة، والروح الصّافي، وممن أودعهم اللـه القدرة على الإتحاد بجوهر الأحياء والأشياء جميعاً، ومن الطيّبين الخيّرين المهيّئين فطرياً لأن يكونوا رسلاً للإخاء والمحبّة والرحمة، لكي يتمكّن من أن يستشف جمال الروح السامي في عبقري المعاني الإنسانيّة علي بن أبي طالب، وأن ينتشي بعبق القيم التي يمثّلها الإمام الأعظم، ويستظلّه ويدفأ بوجوده، ويطمئن من خلاله إلى نعمة الحياة الواحدة في خلق اللـه.
هكذا هو، وهكذا كان كتابه الشعري مناجاة علي، الذي آثر أن ينظمه بلغته المحكيّة لتأتي أوثق صلة بحقيقته، وأدق تعبيراً عن مشاعره، وأقرب إلى العفويّة الخالصة.
في هذا الكتاب ما يدلّ على رغبة الإنسان الحقّ في العودة إلى الينابيع الصافية، التي لـم تعكّرها الهموم الآنية الهامشية، التي طالما أبعدت المرء عن أصوله، وحجبت عن عقله وقلبه ووجدانه غاية وجوده. والآنيّ قد يدوم ألوف السنين، ولكنه يظل آنيّاً بالنسبة لعمر الزمان السرمدي.
لبناني آخر ينضم إلى جملة اللبنانيين المثاليين، الذين كان طليعتهم جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة، ويشير إلى إحدى المنائر الكبرى في ظلمات التاريخ، ويقول لك: هذا هو علي بن أبي طالب، فاستنر أنت أيضاً بنوره، وامشِ على ضوئه في طريق العدالة والمحبّة والرحمة والخير، أو اختصر وقل: في طريق الحياة الصافية الواحدة التي لا تتجزأ إلاّ هامشياً وآنيّاً.
تحيّتي إلى الشاعر شربل بعيني تصحب تحيّة لبنان إلى الخيّرين من أبنائه المهاجرين، وإلى كل من سعى منهم إلى حقيقة، وأبرز قيمة، وكرّم صاحب جهد كبير.. وشكراً لكم جميعاً
**
كلمة البروفسور نديم نعيمة

"لـم أكن أدري، منذ تركت لبنان، وذلك منذ أسبوعين، أنني أترك لبنان إليه!!. إنني، هذه الليلة، وكأنني في لبنان، إلاّ أنّكم، وصدقوني، لبنان الأجمل.
أشعر لأول مرّة، منذ ستة عشر سنة، أنني أنتقل من لبنان الممزّق إلى لبنان السوّي. تركت لبنان الجريح، فإذا بي هنا معكم في لبنان المعافى. تركت لبنان الطائفي، فإذا بي معكم في لبنان المرتفع فوق الطائفيّة. تركت لبنان الغائص في مشكلاته السياسيّة وفي مختلف ما شوّه وجهه من قذارات، فإذا بي معكم في لبنان الجميل، الذي عرفناه جميلاً قبل كل هذه القذارات.
غريبة هي الغربة!.. غريبة: لأنها تجعل واحدكم يحن بشوق محرق، ويخرج مجلواً نظيفاً معافى، كما تخرج عشتروت من الصدفة، وإلاّ فما معنى هذه المناسبة اليوم؟.. شاعر مسيحي أو ماروني يتغنّى بعلي بن أبي طالب، وعلي بن أبي طالب يتحوّل في ناظريه وأنظارنا جميعاً إلى مثل من الخير والحق والجمال.
في الآية الكريمة: {أما الزبد فيذهب جُفاءً، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}. زبد كل هذا الذي حلّ بلبنان من حرب وتشريد وقتل وانقسام. إنه زبد سيذهب جفاء. زبد أيضاً، ربّما التاريخ، إذا لـم يستنر بهذه المنارة الكبرى.
كم تبدو الحياة برقعاً مفزعاً ومخيفاً من غير هذه المناسبات الإنسانيّة، التي أنارتنا عبر العصور.
لولا هذه المنارات، وأبرزها وجه علي، لكانت الدنيا كلّها بلا قيمة، على حدّ تعبيره: "أتفه من قشّة في فـم جرادة". أهنّئك يا أخي شربل على هذه الأغاني التي غنّيتها لعلي. ما قلته جميل وجليل جدّاً، وأجمل منه أنك قدوة رائعة للذين، من مثقفينا، سيستطيعون أن يعرفوا أولئك الذين نفعوا الناس في التاريخ، وجعلوا هذه الأرض أهلاً لأن يسكنوا.
**
كلمة الدكتور عبد اللطيف اليونس

أحب شعر الزجل، وأحفظ بعضه وأرويه، لكنّي، وأعترف، لست من مؤيّديه، والأصحّ من مؤيّدي نشره بكتب، لينوب عن الفصحى، ويحلّ محلّها.
وقد تكون هذه المحاولات عند بعضهم بريئة، ولكنّها عند البعض الآخر ليست كذلك.
وسعيد عقل أعلن، ويعلن باستمرار، أن رسالته في الحياة، هي أن تحلّ العاميّة محلّ الفصحى في لبنان.
ولو لـم يكن للبنان رسالته العربية والأدبيّة الخالدة خلود الدهر، لكانت صيحة سعيد عقل قد لاقت صداها الإيجابي عند بعض اللبنانيين.
ولكن الواقع اللبناني، والروح القومي الرفيع في لبنان، هما أسمى من أن يؤثّر عليهما داعٍ للإنعزاليّة، وعامل لها، ومستميت في سبيلها.
وتلطّف أديبنا الكبير الأستاذ نعمان حرب، وأهداني ديوان شعر للشاعر شربل بعيني، وعنوانه مناجاة علي، وحينما بدأت بقراءته، نسيت نفسي ووقتي، واندفعت به حتّى أتمتته
الشعر هو وليد الشعور، وهو ليس وقفاً على قافية ووزن، بل إن له منطلقه في أي رحاب وأي مجال.
وديوان الشاعر بعيني هو شعر حقاً، بصرف النظر عن لونه باللغة العاميّة، وليست الفصحى.
ولا أحب أن أعود لتكرار ما قلته عن معارضتي الكتابة بغير الفصحى، ولكنّي أحب أن أؤكد بأن أي شعر فصيح لا يمكن أن يسمو على شعور هذا الشاعر باللغة العاميّة.
أفكار متتابعة، وصور متسلسلة، وتعبير عن المشاعر: رقيق عذب حلو.
الإمام علي بن أبي طالب دنيا من المكرمات والطيبة والبلاغة، التي لـم يعرف التاريخ العربي مثيلاً لها، لا قبل ولا بعد، كما يعترف بذلك كافة المستشرقين، وسائر المنصفين.
وإذا كانت السياسة، في الزمن القديم، قد حاولت الحدّ من شهرته، والغضّ من قيمته، فإن الجوهر يظلّ جوهراً، ولو علاه التراب، ومتى يزال عنه، يبدو أكثر نضارة وأشد لمعاناً وإشراقاً. وقد قال الفيلسوف والبحّاثة الكبير جبران خليل جبران: (لقد جهل العرب قدر الإمام علي بن أبي طالب، حتى قام بين جيرانهم الفرس قوم يفرقون بين الجوهر والحصى.
من أروع، ولعل أروع ما كتب عن علي بن أبي طالب، هو ما كتبه الكاتب الكبير جورج جرداق، وما أحسب أن في المكتبة العربيّة ما هو أبدع من هذا الكتاب ولا أسمى، لا من حيث موضوعه، وإنما من حيث تناول الموضوع، وكيفية معالجته، والأسلوب الشيّق البليغ الذي كتب به.
ولقد عرف الشاعر شربل بعيني هذه الحقيقة وآمن بها، فأهدى ديوان شعره هذا إلى الأستاذ جورج جرداق، وقال في عبارة الإهداء القصيرة المعبّرة: (إلى الأديب العربي الكبير جورج جرداق، الذي غنّى عليّ بن أبي طالب، صوت العدالة الإنسانيّة، كما لـم يغنّه أحد من قبل.
إنّها عبارة معبرة ومؤثرة، تشير إلى مدى تأثّر شاعرنا بكلمة حقّ تقال، وببيان رائع عذب، وقفه جرداق لخدمة الحقيقة ومواكبتها والدفاع عنها.
ما أشد حاجتنا إلى كتّاب نزيهين منصفين، يرتفعون فوق أي مستوى، ليندغموا بالمثل الأعلى الذي خلقوا منه، وتصبح أقلامهم جزءاً منه.
ويوم نصل إلى هذا المستوى، نصير ناساً كالناس، ولا أقول: فوق الناس، ومعاذ اللـه أن أقول.
تحيّة إلى الشاعر شربل بعيني، وإلى روح نسيبه يوسف البعيني، الذي عرفته في البرازيل، وقد تلطّف وخلّدني بما كتبه عنّي في مجلّة العصبة الأندلسيّة، والذي سيبقى ذكره معي ما بقيت، ويحيا ما حييت.
ومزيداً من العطاءات والإبداع، أيها الشاعر المحلّق المبدع شربل، فمثلك وحده يعمل لوحدة أمته، ويسعى لرفع الحواجز من بينها، وإعطاء فكرة خيّرة نبيلة عنها.
أنت وجرداق وجورج زيدان قد دخلتم التاريخ من أوسع أبوابه، وخلّدتـم في محرابه، فمرحى، ثـم مرحى.
**
كلمة الدكتور لطيف أبو الحسن

"كلّما دخلت منزل شربل بعيني تطالعك ظاهرتان تمتلكان فيك القلب والعقل. الظاهرة الأولى، هي تلك الإبتسامة المشعّة على شفاه أهل الدار، المشفوعة بكلمة (يا أهلا وسهلا) الصادرة من القلب. وما هذه الإبتسامة إلاّ مرآة تعكس ذلك الكنز الثـمين من المحبّة والصداقة، الذي يجمعه شربل بعيني وذووه بين حناياهم. تشعر بأنك واحد من أهل البيت، والدة عطوفة أعطت العالـم ما في المحبّة من رونق عندما ولدت شربل بعيني.
والظاهرة الثانية، التي تمتلك حواسك وعقلك، هي ذلك الشعار ـ الرمز المعلّق في أبرز مكان على جدار قاعة الإستقبال، ليراه القاصي والداني، ولو نطق لسمعته يقول: الخلق كلّهم عيال اللـه. إنه رمز وحدة الأديان والطوائف اللبنانية، جمعها شربل في بيته وقلبه وعقله، وجسّدها في مناجاة علي، ونطق بها في مزموره السابع
دينك ديني.. دين الحبّ
الحبّ اللي بيجمع أكوان
وعلى مبدأ المحبّة، توحّدت الأديان في عالـم شربل بعيني.
في مناجاة علي تلتقي المحبّة والإيمان على مبدأ سمو الأديان، ونبذ التفرقة والتعصّب، فاللـه، كما قال السيّد المسيح، محبّة: (من أقام في المحبّة أقام في اللـه وأقام اللـه فيه)، والشرعة الوحيدة التي يتحتّم على الإنسان أن يعيش بها ولها، كما قال ميخائيل نعيمة، هي شرعة المحبّة، محبّة كل الناس، وكل الكائنات.
فلا عجب، إذاً، ولا غرو أن ينهل شربل بعيني من ينبوع عليّ، يغرف منه ما شاء، ويرتوي من حكمته وطهارته ليؤسّس معه علاقة فكريّة روحيّة، تنطلق من هذه الشرعة السرمديّة، شرعة محبّة كل الناس والكائنات.
عندما يناجي شربل بعيني عليّاً، تشعر بأنك أمام معزوفة موسيقيّة تشابكت فيها تعاليـم الأديان السماويّة بتناغم عذب، تنقلك من محيط الإيمان إلى محيط المحبّة، ومن عالـم الإنسان الأرضي إلى مجرّة الإنسانيّة، وفوق هذا وذاك ينكشف لك بأن (الخلق كلّهم عيال اللـه، أحبّهم إليه أنفعهم لعياله.
مناجاة علي، بالإضافة إلى كونه عملاً أدبياً رائعاً، هو وجه مشرق في حياة شربل بعيني، استحوذ على المزيد من إعجابنا وتقديرنا، إذ أنه تطرّق إلى موضوع يلامس حياتنا الواقعيّة، ويعكس أبهى ما في العلاقات الإجتماعيّة بين مختلف المذاهب من مزايا إنسانيّة وروحيّة، وهو بعمله هذا يعيد إلى ذاكرتنا روائع بولس سلامة وجورج جرداق وغيرهم من الذين عرفوا قدر الإمام علي بن أبي طالب.. وقَدَرَه.
قيمة هذا العمل هي في ذاته، ونزداد انبهاراً به كونه أنتج في المهجر، ليكون نبراساً للأدب المنتشر، وقدوة في التلاحم الديني. إنه رسالة المهجر إلى الوطن، أو بالأحرى، دعوة إلى نبذ العصبيّة الطائفيّة والتعصّب الأعمى، اللذين كادا أن يفتّتا الوطن. إنه رسالة إلى أولئك الذين يأخذون من التعصّب ستاراً، لا بل حصناً يبثّون من ورائه سموم التفرقة، تارة باسم الدين، وطوراً باسم الوطن، والدين والوطن منهم براء.
إبن لبنان البار هو من حمل راية التلاحم والتلاقي والمحبّة والإنصهار. بهذه الأقانيم تبنى الأوطان. فهنيئاً لشربل بعيني بهذا التكريم، وهنيئاً للبنان الواحد الموحّد، وللجالية اللبنانية الواحدة الموحدة، بشربل بعيني.
**
قصيدة الشيخ أسعد عاصي
ـ1ـ
شعرك من وحي الديّان
دفقة نور "ونفحة صُور"..
من لحنو رقّ الصوّان
وشنّف آذانو المعمور
نبرة شربل.. هالإنسان
ما فيها كذب ولا زور
ـ2ـ
فيك اجتمعت كل الناس
زهر مكلّل فوق الراس
شعرك عابق بالاحساس
أسمى من ريحان وآس
كلماتك در وإلماس
وشمعه بكنيسه ونبراس
ـ3ـ
مزمورك.. مزمور الربّ
يا شربل.. خمره بعنقود
هيدا اللي ضاعْ وما انضبّ
وفلّت من نهندة داؤد
تخبّى بالغيم الما انصبّ
وشعشع برق.. وصاح رعود
ـ4ـ
زبدة حق ونقطة زات
مضغتها عقول وأفكار
منها بالفهم تغدّات
معنى وأسرار وأنوار
جسمك، يا شربل، لو مات
بيطلع أعشاب وأزهار
ـ5ـ
يا شربل.. انت وجدان
قلبك ابيض متل الفل
واحد في صورة إنسان
لكن فيك لمحت الكل
شعرك إيمان وغفران
وما في بقلبك حبّة غلّ
ـ6ـ
الماضي أخبار وأنفاس
بيحلم يحكي من شفافك
قلب الحق، ورب الناس
بدّو يجمّل أوصافك
وبيعطيك الربّ الكاس
يوم الحشر.. بإنصافك
ـ7ـ
نجوى القلب وصوت النفس
فوق الوعي وبعد الحسّ
شفت "بعيني" خلف الهمس
بسمة بدر وغرّة شمس
وشيخ بيلبس بدلة قسّ
ومن قرآني بيلقي الدرس
ـ8ـ
عمق الفكره وضّحتا
بقشر اللفظه واللهجه
والمعاني لبّستا
أحلى ألوان وبهجه
بروح المنطق دعّمتا
وبعد المنطق.. بالحجّه
ـ9ـ
بحبّ اللهجه تطربني
بالفصحى العربيّه
لكن شربل حبّبني
بهيدي اللهجه المحكيه
صاد المعنى العاجبني
من بحر النورانيّه
ـ10ـ
غنّى البلبل.. صحّاني
صوتو من عالم تاني
لحنو مغنى ربّاني
تَراتيل.. ومشّاني
لما سمعتو.. وناجاني
صار إنجيلو قرآني
ـ11ـ
علي.. كلمه مشلوحه
نجوم وأفلاك وأنوار
بتتمرجح بالمرجوحه
فيها.. وبترقص أقمار
ودورة شمس المجروحه
بتعطي بالتحريك نهار
ـ12ـ
علي.. كلمه عم تدمع
من جدول عيسى بتنبع
صورة صليبو أربع
ومريم من تحتو بتركع
بتبكي والكون بيسمع
ومن شكواها بيتوجّع
ـ13ـ
علي.. كلمة حزن وصبر
فيها تشبّح معنى السر
شق الغيب بعين الفكر
وصار الغيب بعينو جهر
ردّ الشمس وشقّ البدر
لكن نكروا.. وقالوا: سحر
ـ14ـ
لمعة سيفو قبلة نور
مرسومه بشفاف الشمس
ونهج البلاغه دستور
علم الغدّ وأمس الأمس
مهما طمّس أهل الزور
بيتوهّج من تحت الطمس
ـ15ـ
ضربة عيسى عَ خدّو
حنّطها الربّ بصبرو
وبأحمد حقّق بعدو
وأخد بعلي ثأرو
مهما بأوصافو عدّوا
الخابي ما بتحصر بحرو
ـ16ـ
نقطة زيت بزيتونه
ونخله في عجوة بلحه
ونون الكاف المكنونه
قبل المسره والفتحه
لولا "الهوّ" والدينونه
ما في سطر ولا صفحه
ـ17ـ
نقطة فيض الملكوت
صفار البيضة قبل النقف
ودفقة أنوار اللاهوت
قبل الكرمه.. خمرة صِرف
وضرب الرابع بالتالوت
تنعشر وجه بردّة طرف
ـ18ـ
صفر الواحد هالجاري
يوحنّا بنهرو تعمّد
ومن عيسى سرّو الساري
فيه الغايه والمقصد
مطلق جوهر الباري
بصورة ناسوت تجسّد
ـ19ـ
إقرع إقرع يا ناقوس
صوت الحقّ بدقاتك
بلكي بيفيق الناموس
وبيصحى من رناتك
ونفوس تكعنش بنفوس
وتتبع ممشى خطواتك
ـ20ـ
كم سقراط.. وكم مسيح
صاغ الحق بكلماتو
ماتوا من قتل وتجريح
وعند الخالق ما ماتوا
لسان الدهر بصوت الريح
ردّد عنهم نبراتو
ـ21ـ
أنا يا شربل إنسان
بهتف بالانسانيه
بودّي تجتمع الأديان
باقه في مزهريّه
بوذي ويهودي إخوان
وإسلام ومسيحيه
ـ22ـ
أللـه واحد.. جزّأناه
أللـه مش سبعه تماني
قطّعناه وخرّطناه
متل الحلوى بصواني
عفوك يا ربي.. غوثاه
بهالتجّار الدياني
ـ23ـ
علي سنّي بمحمّد
وأنا علوي بعلي
وعيسى من خلفو صعّد
وموسى وهارون بْوالي
قلبي بالكل توحّد
وحالك يا شربل حالي
ـ24ـ
يا مهدي.. الغيبه طالت
حلاّ هالرجعه حلاّ
جمّع هالفكرو فالت
وصرّح للناس وقللاّ:
معبودي واحد ثابت
وأنا هالرسل كلاّ
ـ25ـ
هوني بيتفاجأ هالحب
نبي اعتبرو وحداني
بيتعجّب كيف كره وسبّ
محبوبو بشخصو التاني
الما توحّد قلبو بالحبّ
قلبو ناري وشيطاني
ـ26ـ
هيدا حبي وتعبيري
وتمجيدي مع تعطيري
رسمتك لوحه بتفكيري
بسمة فجر بتصويري
بتستاهل مني.. وغيري
حبّي وحبّو.. وتقديري
**